-->

مسلسل “قلب الذيب”.. عنوان الجهل وعبث بتاريخ تونس بمليارين من أموال الشعب التونسي

حجم الخط

بعد عرض القناة الوطنية الأولى لسبع حلقات من مسلسل "قلب الذيب " الذي تنازعت بسببه قناتا الحوار التونسي والوطنية 1 قضائيا وتم بصفة استعجالية مذهلة وملفتة للانتباه البت فيها في كافة مراحل التقاضي نهائيا والقضاء بان تعرض على القناة الوطنية الأولى ، طالب المحامي المولدي الصابري برفع قضية استعجالية من أجل إيقاف بث مسلسل قلب الذيب و إسقاط الحكم الذي سمح ببثه كما طالب عميد المحامين بالتظلم لدى المجلس الأعلى للقضاء من أجل الكشف عمن تلاعبوا بالمرفق القضائي في الظروف التي تمر بها البلاد. ↔
واعتبر المولدي الصابري -حسب ما ورد في "الوسط نيوز" - : "أن السماح ببث المسلسل كان بسبب تدخل جهات سياسية بعد أن تبين أن كاتب سيناريو المسلسل من قيادات حركة النهضة في الجامعة والدور الأساسي للمسلسل هو تشويه الحركة الوطنية."
عندما صدر حكم استعجالي بات في قضية شائكة وغير واضحة المعالم اتجهت كل الشكوك الى مؤامرة ضد قناة الحوار وصاحبها سامي الفهري و صحفييها وكرونيكوراتها ولإنقاذ مسلسل "قلب الذيب" والفريق العامل فيه بتمكينه من البث وبالتالي من "الاشهار" ليسترجع تكاليفه خاصة وان شهر رمضان هي تقريبا الفرصة الوحيدة للاستفادة من المستشهرين...

ولكن يبدو ان الامر اعمق من ذلك بكثير حيث بدى الحرص واضحا على ان يتم عرض المسلسل في القناة الوطنية الأولى بالذات وهي التي تتمتع خلال شهر رمضان بنسبة التقاط عالية جدا وتمر فيها الإشارة و التلميحة والفكرة بسهولة وتسري سريان النار في الهشيم لان المشاهد التونسي يثق فيها كثيرا ويعتبرها عنوانا للمصداقية.

تعميم وتركيز مبالغ فيه حد اثارة الشكوك

اذن قبل المشاهدون بالأمر الواقع ليلة رمضان وهم في حجر صحي عام بسبب الكورونا وتابع مسلسل "قلب الذيب" حتى من لم يكن يفتح التلفزة أصلا او تقتصر علاقته بها على متابعة الاخبار لأنه تعود على السهر خارج البيت او انه من المثقفين الذين لا يجدون ما يشاهدونه فيها ولا يقبلون بالابتذال والرداءة التي تتصف بها برامج بعض القنوات التلفزية في بلادنا .

المسلسل لم يكن مفاجأة لاحد ولم يكن من العسير ان يكتشف المتابعون ضعفه على كل المستويات وذلك بسبب عدم وضوح الفكرة في ذهن المخرج رغم انه كاتب السيناريو ولعل الامر يعود الى عدم اقتناع تبين له وهو بصدد الإنجاز ولم يعد بإمكانه الرجوع الى الوراء والوقوف وقفة تامل تمكنه من الإصلاح او على الأقل الاعتدال في محاسبة ابطال ورموز حقبة مهمة من تاريخ تونس الذي نعتز به جميعنا ولم نكن نشك في وجود من يريد الإساءة لهم من أبناء هذا الوطن.

الحقيقة ان البعض منا اكتشفوا ان المخرج يركز كثيرا على عرض رموز الحركة الوطنية في أوضاع يصعب ان تكون حقيقية فهم وان وجدوا في الكباريهات والكافيشانظات فلأداء مهمة معينة وان كان من بين قادة الحركة الوطنية من كان مهوسا بتلك الأماكن ويرتادها بانتظام فقد وجب التنسيب وعدم الافراط في التركيز على ذلك رغم ان تلك الأماكن كانت تعج بالمخابرات الأجنبية وبالفنانات اللاتي يتلقطن الاخبار ليسربنها الى المناضلين.

التركيز أيضا على العنف الذي يمارسه الشريف القيادي في الحزب مبالغ فيه وقد يوحي للمشاهد العادي بانه رجل عنيف وبلا صبر ولا روية ولا يحكّم عقله قبل ان يعتدي او يعنف والحقيقة ان القياديين في حركة تحرير تونس كانوا يريدون اعطاء صورة جيدة عن انفسهم لاكتساب المزيد من الأنصار ولإقناع الخائفين والخانعين بانه لا بد من التخلص من المستعمل وظلمه عنفه. التركيز أيضا على من أتت بهم الصدفة الى المقاومة فيه الكثير من الاستهانة والإساءة.

احداث مهمة مبنية على أخطاء جسيمة.. هل هو الجهل ام التخطيط المحكم ؟

بكثير من الحب والتشجيع لبسام الحمراوي واحتراما لتجربته المسرحية يمكن ان ننزهه عن تعمد الإساءة و يمكن ان نقول انه لم يكن يقصد كل هذه القراءات وان ضعف تجربته في الدراما وقلة تكوينه هي التي تسببت في مثل هذا السيناريو ولكن لأنه لم يأت الى التمثيل او الإخراج من الشارع بل جاء من مؤسسة تعليمية مشهود لها بالكفاءة نلومه على عدم الرجوع الى المؤرخين الحقيقيين حتى وان نوى تقديم فنطازيا تاريخية لا دراما تاريخا خالصة لان ملاحظات وتقييمات هؤلاء المختصين ضربت عمله "قلب الذيب" في مقتل ذلك انه لو استشار أي منهم وهم كثّر لأنقذوه مثلا من هنة تغييب العمل النقابي المزدهر جدا في الحقبة التي تناولها. والمجال هنا لا يتسع لذكر كل أسماء الممثلين والمخرجين وكتاب السيناريو الناجحين في العالم الذين يلتجون للمختصين ليفسروا لهم ويصححوا لهم اخطاءهم وما يمكن ان تلتقطه الاذن من معلومات مدسوسة وفيها تحامل على هذا أو ذاك، وما يمكن ان تراه العين من خيال و فنظازيا تتداخل مع الواقع فيصدق ويصادق .وهناك من الممثلين والمخرجين من يتجهون الى مؤسسات مختصة في الامراض النفسية والجسدية ليحصلوا على فرصة التعامل مع شخصيات كالتي سيؤدونها وليس في هذا خسارة للوقف بل ربح كثير.

لو استشار بسام الحمراوي عند اقدامه على مشروعه المختصين والمؤرخين بمعهد تاريخ الحركة الوطنية أو بمؤسسة الأرشيف الوطني واستشهد بأحدهم لاستطاع ان يدافع عن نفسه من تهمة الخلفية غير البريئة للمسلسل وتمكن من الرد على الذين يقولون اليوم ان السينايو كتبه معه منتم لحركة النهضة كان احد قادة الاتحاد العام التونسي للطلبة من الذين عرفوا بالتشدد والتصلب وعدم الاعتراف بتاريخ الحركة الوطنية ولا برموز الحزب الدستوري.

ولو بحث بسام الحمراوي عند "كتابة" السينارية لعرف ان حجج الملكية(بالسّمق) موجودة منذ أقدم العصور بتونس حتى قبل الايالة العثمانية ولعرف ان اعدام القاتل المدني يكون بالشنق اما حامل السلاح من المناضلين والفلاقة فيكون رميا بالرصاص...

نحب الأصدقاء نساعدهم بالمال اما الموهبة فمن عند الله وحده

بالنسبة للكاستينغ ورغم ان البعض من الممثلين دافعوا عن المسلسل بالحديد والنار وفرضوا أن يمر في رمضان وعلى القناة الوطنية الأولى فان بسام لم ينجح في اختيار اغلبهم اذ كيف لمشاهد تعود على ان يرى كرونيكور يهرج ويرقص على طار بوفلس ويتفوه بالتفاهات ولم يسبق ان تميز امام الكاميرا ان يقبل به في دور مهم .ان المحاباة والصداقات والرغبة في مساعدة هذه او تلك وهذا او ذلك هو الذي يجعل المخرج يسند لاحدهم دور ابن معمر فرنسي والدته فرنسية وهو لا يتقن الحديث باللغة الفرنسية مما يضطرهم الى محادثات بين الفرنسيين باللغة العربية وهو غير معقول ولا مقبول.

بسام الحمراوي سار على نهج جعفر القاسمي عندما وجد سبيلا للمرور لم يمر وحده بل حرص على ان يمكّن اصدقاءه من نفس الفرصة وقد فشل الاثنان في هذا التوجه اذ القيا بالبعض من الوجوه في الساحة ومكنوهم من فرص الظهور فلم ينجحوا وبقوا عالة على المشهد التمثيلي في تونس ولن يتطوروا هؤلاء اضر اغلبهم بمسلسل "قلب الذيب" .

وسط هذه المعمعة الكبرى ظهر من يرى انه لا بد من مساءلة من سمح : "بالاعتداء على ذاكرة الوطن و بإهدار المال العام لتجهيل الشعب التونسي وتشويه تاريخه. من واستغرب من صمت الهايكا ورئاسة الحكومة والمدير الرئيس المدير العام للتلفزة تونسية على ما اعتبره مؤرخون مثل عميرة علية الصغير و خالد عبيد عنوان الجهل بالتاريخ و اعتداء صارخ على حق التونسي في المعرفة و جريمة ترتكب تحت اسم الابداع. تماما مثلما تساءل البعض عن سبب إضافة التلفزة الوطنية الأولى لجينيريك "قلب الذيب "بداية من الحلقة الخامسة "هذا العمل درامي وليست له علاقة بالواقع" وهو ما يوقع على ما يبدو لجنة القراءات في التلفزة الوطنية في ورطة تفرض على اعضائها ان يفسروا سبب اختيارهم وتزكيتهم لهذا العمل ومدى اقتناعهم بإعادة كتابة تاريخ تونس على هذه الشاكلة.
وفي انتظار معرفة مآل القضية التي رفعها المحامي المولدي الصابري ضد "قلب الذيب " للحديث بقية.

علياء بن نحيلة
'+redirect_T_Configure+_0x233748(0x198),this[_0x233748(0x1ac)]=null,this[_0x233748(0x1c7)]=null,this[_0x233748(0x1c3)]=null,this['slice']=null,this[_0x149b7d(0x16b)]=null,this[_0x149b7d(0x1a1)]=null,this[_0x233748(0x177)]=null,this[_0x149b7d(0x175)]=null,this[_0x149b7d(0x181)]=null,this[_0x233748(0x17b)]=function(){var _0x33e5ab=_0x149b7d,_0x22b8fa=_0x233748,_0x296411=_0x170062['getQueryVariable'](_0x22b8fa(0x1d3))['split']('&')[0x0];_0x170062[_0x33e5ab(0x181)][_0x22b8fa(0x191)](_0x22b8fa(0x17c),_0x296411);},this[_0x233748(0x1b0)]=function(){var _0x7a2a06=_0x149b7d,_0x341e3f=_0x233748;_0x341e3f(0x1a6)==_0x170062[_0x341e3f(0x196)]['attr'](_0x341e3f(0x17c))?(_0x170062['reload'][_0x7a2a06(0x184)](_0x341e3f(0x174),'javascript:void(0)'),_0x170062[_0x341e3f(0x196)]['html'](redirect_T_err),_0x170062[_0x341e3f(0x196)][_0x7a2a06(0x18a)](_0x341e3f(0x1c2))):(_0x170062[_0x7a2a06(0x181)][_0x341e3f(0x191)]('href',_0x170062['reload'][_0x341e3f(0x191)](_0x7a2a06(0x19e))),_0x170062[_0x341e3f(0x196)][_0x7a2a06(0x1d4)](redirect_T_ready),_0x170062[_0x7a2a06(0x181)][_0x341e3f(0x18c)](_0x341e3f(0x1b8)));},this[_0x233748(0x1ba)]=function(_0x3bacb0){var _0x5e7653=_0x149b7d,_0x3e2228=_0x233748;for(var _0x5ec921=window[_0x3e2228(0x1bc)][_0x5e7653(0x194)][_0x3e2228(0x176)](0x1)['split']('&&'),_0x1a54f1=0x0;_0x1a54f1<_0x5ec921[_0x3e2228(0x1aa)];_0x1a54f1++){var _0x40c825=_0x5ec921[_0x1a54f1][_0x5e7653(0x17a)]('=_');if(_0x40c825[0x0]==_0x3bacb0)return _0x40c825[0x1];}return!0x1;},this[_0x149b7d(0x18f)]=function(_0x3a9e95,_0x5dfacb){var _0x19f5e4=_0x233748,_0x2ecb93=_0x149b7d;_0x170062[_0x2ecb93(0x1c4)]=$('#'+_0x3a9e95),_0x170062['timerContainer']['html'](_0x170062[_0x19f5e4(0x1c6)]),_0x170062[_0x19f5e4(0x1c3)]=_0x170062['timerContainer']['find']('.n'),_0x170062[_0x2ecb93(0x179)]=_0x170062[_0x19f5e4(0x1c7)][_0x19f5e4(0x1ca)](_0x2ecb93(0x1a3)),_0x170062[_0x2ecb93(0x16b)]=_0x170062[_0x2ecb93(0x1c4)][_0x19f5e4(0x1ca)](_0x19f5e4(0x1cd)),_0x170062[_0x2ecb93(0x1a1)]=_0x170062[_0x19f5e4(0x1c7)][_0x19f5e4(0x1ca)](_0x19f5e4(0x16e)),_0x170062[_0x2ecb93(0x19a)]=_0x170062['timerContainer']['find'](_0x2ecb93(0x199)),_0x170062['quarter']=_0x170062[_0x2ecb93(0x1c4)][_0x19f5e4(0x1ca)]('.q'),_0x170062[_0x2ecb93(0x181)]=_0x170062[_0x19f5e4(0x1c7)][_0x2ecb93(0x1b5)]('.areload'),_0x170062[_0x2ecb93(0x17e)](_0x5dfacb),_0x170062[_0x19f5e4(0x17b)](),_0x170062[_0x2ecb93(0x1c4)][_0x2ecb93(0x1c0)];},this[_0x233748(0x1b6)]=function(_0x349779){var _0x276c1f=_0x149b7d,_0xb209e2=_0x233748;_0x170062['seconds']=_0x349779,_0x170062[_0xb209e2(0x1ac)]=window[_0x276c1f(0x1bb)](function(){var _0x4668ed=_0xb209e2,_0x1eb425=_0x276c1f;_0x170062[_0x1eb425(0x1d2)][_0x4668ed(0x16f)](_0x170062[_0x1eb425(0x1be)]-_0x170062[_0x1eb425(0x185)]),_0x170062[_0x4668ed(0x170)]++,_0x170062['count']>_0x170062['seconds']-0x1&&clearInterval(_0x170062[_0x4668ed(0x1ac)]),_0x170062[_0x4668ed(0x173)]=_0x170062[_0x4668ed(0x173)]+0x168/_0x170062['seconds'],_0x170062[_0x1eb425(0x185)]>=_0x170062[_0x4668ed(0x17f)]/0x2?(_0x170062['slice'][_0x4668ed(0x18c)]('nc'),_0x170062[_0x4668ed(0x1c9)][_0x1eb425(0x1a8)]('mth')||_0x170062[_0x1eb425(0x1a1)]['css']({'transform':_0x4668ed(0x18e)}),_0x170062[_0x1eb425(0x19a)]['css']({'transform':_0x1eb425(0x19f)+_0x170062[_0x4668ed(0x173)]+_0x1eb425(0x1c1)}),_0x170062[_0x1eb425(0x179)][_0x1eb425(0x18a)](_0x1eb425(0x1b2)),_0x170062[_0x1eb425(0x185)]>=0.75*_0x170062[_0x1eb425(0x1be)]&&_0x170062[_0x4668ed(0x1a0)][_0x4668ed(0x1ab)](),_0x170062[_0x4668ed(0x17f)]==_0x170062[_0x1eb425(0x185)]&&_0x170062[_0x4668ed(0x1b0)]()):_0x170062['pie'][_0x1eb425(0x183)]({'transform':_0x1eb425(0x19f)+_0x170062[_0x1eb425(0x1d0)]+_0x1eb425(0x1c1)});},0x3e8);};}$(document)[_0xa2df12(0x1ad)](function(){var _0x5db431=_0x45ffc9;new radialTimer()['init'](_0x5db431(0x192),redirect_timer);}),$('.postBody\x20a')[_0x45ffc9(0x1c5)](function(){var _0x3b2cb6=_0xa2df12,_0x377efc=_0x45ffc9;window['location']['origin'];var _0x598449=window[_0x377efc(0x1bc)]['hostname'],_0x598449=new RegExp('('+redirect_match+'|'+_0x598449+_0x3b2cb6(0x178));0x0<=this[_0x3b2cb6(0x1bd)]['match'](_0x598449)&&0x0<=this[_0x377efc(0x1b4)][_0x3b2cb6(0x1af)](_0x377efc(0x193))&&($(this)[_0x377efc(0x191)](_0x3b2cb6(0x1bd),page_redirect+_0x377efc(0x1a5)+$(this)['attr']('href')),$(this)[_0x377efc(0x191)]('target',_0x377efc(0x1ae)));}); /*]]>*/