تونس: من دولة مستقلّة الى دولة "متوسّلة" .. إلى دولة "متسوّلة" في العيد العاشر للثورة

رأي - بكل مساوئها وما قال عنها وما أثبت عن حجم الفساد فيها.. إلا أن الجمهورية الأولى وبكل ما "يحكى" عن جرائمها كانت مستقلة وصاحبة سيادة في قرارها والفساد فيها كان يقتصر على سرقات من عشر أشخاص. ولكن لم نكن مرتهنين لصندوق النقد الدولي ولا لم تكن ثرواتنا منهوبة من قوى خارجية كما هو اليوم وكانت دبلماسيتنا متزنة وفاعلة وبشهداة السفير الفرنسي السابق في تونس والذي نشر في مذكراته حرفيا: "علاقتنا مع تونس كانت سيئة فترة بن علي وهدد بقطعها وكان يعتبر ملاحظاتنا مس من السيادة"

جاءت الثورة، فتحولة تونس من دولة مستقلة إلى دولة متوسلة .. تتوسل دويلات لم تكن على الخريطة أصلا في السبعينات مثل قطر وتجر لصراعات بين الإمارات التي دخلتها الحضارة في الثمانينات وتركيا التي كنا نتجاوزها إقتصاديا بشهادة البنك العالمي حيث كنا نعتبر منافسها الأساسي في السياحة وإنتاج النسيج و.. و.. وبتنا نتوسل المؤسسات المالية العالمية لإقراضنا أو إعادة جدولة ديوننا، واليوم وبعد العشرية السوداء، وفي ذكراها العاشرة نصحوا على وزير دولة شقيقة يقول: "سوف ندرس طلب تونس إقتسام اللقاح معنا"

يا عيب الشوم.. تصارعتم وسكتنا.. أفسدتم وتقاسمتم مالنا وأنكرتم ما علينا وقبلنا.. واليوم أنتم عاجزون عن توفير لقاح تحصلت عليه كل الدول تقريبا ولا يتجاوز سعره الـ10 دولا...؟